مراكش..كاتبات إفريقيات شابات يناقشن قضايا الهوية الثقافية
شكلت الهوية الثقافية لكاتبات إفريقيات وعلاقتهن بالوطن الأم وبلد الاستقبال محور اجتماع نظم أمس الخميس، في إطار الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي.
ومكن اللقاء الذي انعقد تحت عنوان “الكتابة عن المابين” الكاتبات الإفريقيات المشاركات من استعراض مواضيع أعمالهن الأخيرة، بالإضافة إلى التأثير الذي مارسته الهجرة على مساراتهن.
وحاولت هؤلاء الكاتبات من خلال أعمالهن، إبراز إلى أي حد تشكل الكتابة وسيلة فعالة تمكن من تجاوز الحواجز الجغرافية لتعطي صوتًا للأجيال الأولى من المهاجرين، والتي غالبا ما يتم تجاهلها في عالم الأدب، وكذا للتحدث عن مواضيع محظورة أو التمكين من إبراز الاختلافات بين أفريقيا والغرب.
وتوقفت الكاتبة فانتا درامي، التي ولدت في باريس من أبوين موريتانيين، عند كتابها “أجار-باريس”، الذي يتناول تفكيرًا عميقا حول رحلة هجرة والدها، من خلال تجميع أقواله، بل واقتفاء المسار الذي اتبعه للوصول إلى فرنسا.
وقالت درامي التي تعمل أيضا كمدرسة في بانتان في سين سانت دوني، إنها أنجزت هذا الكتاب أملا في “الحفاظ على التراث” الشفهي لوالدها، وبعد وفاة جدتها لأبيها سنة 2013 وزيارة قرية والدها (أجار)، حيث لاحظت فارقا حقيقيا مع باريس.
من جهتها، قالت الكاتبة والقاصة المغربية، ليلى باحسين إن روايتها الثالثة “ما أعرفه عن السيد جاك”، التي تدور أحداثها في مراكش، تهدف إلى تحسيس القراء بشأن العنف ضد الأطفال، من خلال بناء شخصيات معقدة تعكس العلاقة بين المسيطر والمستعبد، سواء اقتصاديا أو ثقافيا أو اجتماعيا.
أما الكاتبة والشاعرة الكاميرونية، بوم هيملي، فسردت تفاصيل روايتها الأخيرة “حلم الصياد”، التي تتناول حياة زكريا، وهو صياد في قرية ساحلية في الكاميرون، وحفيده زاك، الذي أصبح محللا نفسيا في باريس.
وأوضحت الكاتبة أن عملها يحاول سرد خصوصيات هذين المصيرين وإظهار مدى “انتمائنا جميعا لمنطقة المابين”.
يشار إلى أن مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، الذي تنظمه جمعية “نحن فن إفريقيا” (We Art africains) إلى غاية 11 فبراير الجاري، يروم الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين، حيث بإمكان الجمهور من مختلف الأعمار المشاركة في فعاليات المهرجان والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.
ويلتئم في هذا الموعد الثقافي، الذي أسسه كل من الكاتب والفنان التشكيلي ماحي بينبين، والصحفية فاطماتا ساكنا، والباحثة الجامعية حنان الصايدي، والفاعل الثقافي يونس أجراي، عدد مهم من الكتاب والمفكرين والمثقفين من كل إفريقيا وجاليتها في مختلف أنحاء المعمور.