قصة احتجاز وتكبيل مسن بالسلاسل لأزيد من 20 سنة ضواحي ورزازات
الجهة24
بدأت مصالح الدرك الملكي بالتحقيق في قضية هزت إقليم ورزازات، واثارت موجة انشغال على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد بزوغ خبر، اقدام عائلة على احتجاز رجل مسن وتكبيله بالسلاسل لأزيد من 20 سنة.
وفي ظل تصاعد الجدل بشأن تقييد الضحية بالسلاسل الحديدية لعقدين من الزمن، كشفت عائلة الضحية تفاصيل معاناتها معه قبل احتجازه منذ عشرين سنة في بيت قديم فوق الجبل في دوار تغزوت بجماعة أمزكان، في ورزازات .
مرض نفسي وعقلي
فقد أفاد سعيد (اسم مستعار) بأن الضحية قبل عشرين سنة كان يتمتع بصحة جيدة على الرغم من معاناته من إعاقة على مستوى البصر والسمع والنطق، غير أن مرضه النفسي والعقلي بدأ يظهر عقب مطالبته عائلته بتزويجه.
وحين رفضت تحولت حياتهم إلى جحيم وخوف من إمكانية حدوث جرائم قتل واغتصاب داخل البيت وخارجه.
كما أضاف المصدر ذاته (ابن أخيه) أن شجارات عنيفة كادت تودي بحياة أعمامه، كما أن تقييده بالسلاسل “لم يكن اختيارا سهلا على العائلة”، التي يقول إنها “كانت مجبرة على ذلك”، إذ كان يهاجم سكان المنطقة، وكانت تصلهم شكاوى من نساء وفتيات البلدة أنه تحرّش بهن وكان يعتدي عليهن من خلال القيام بحركات بذيئة.
بصحة جيدة
وأكد المتحدث ذاته أن الرجل الذي أصبح اليوم عجوزا، كان يرقد في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية في برشيد (المعروف محلياً بـ36)، قبل فراره منه وعودته إلى مسقط رأسه قبل سنوات.
وأشار إلى أن عائلته حاولت مرارا إيداعه مصحة الأمراض العقلية والنفسية بمستشفى سيدي حساين بناصر، لكن لم يكن يطول مكوثه في المستشفى إلا 3 أو 4 أيام، بسبب ضعف طاقة الاستيعاب للمراكز الصحية بالمدينة.
إلى ذلك، أكدت إحدى شهود العيان على لحظة “تحرير” المسن، بعد سنوات طويلة من احتجازه، أنه كان في صحة جيدة ونظيفاً، وأن بنيته الجسدية تظهر اهتمام عائلته به.
إخضاعه للعلاج
وعلى الرغم من حرمانه من حريته، قال سعيد بنبرة متحسّرة إن عائلته عانت كثيرا بسبب اضطراباته النفسية وسلوكياته العنيفة، وأنها حاولت إخضاعه للعلاج، إلا أن محاولاتها فشلت، قبل أن تتواصل من تلقاء نفسها مع مصالح الأمن (الدرك) من أجل إخراجه تحت إشرافها، لأنه بات يشكل خطرا على نفسه والآخرين، وعلى أمل إخضاعه للعلاج والمراقبة الطبية. إلى ذلك، تحقق السلطات في شبهة الاحتجاز غير القانوني للشخص المعني.