غداة التصويت بآسفي.. حملة انتخابية جافة وسط المدينة والمرشحين شدوا الرحال نحو القرى والبوادي لاستمالة الأصوات

جهة24-آسفي
أكدت الانتخابات الجزئية، بشكل ملموس، كيف حصد العديد من البرلمانين والمرشحين والمستشارين الأصوات الانتخابية في انتخابات 8 شتنبر 2021، إذ كانت الاستراتيجية الوحيدة والبارزة هي الارتكاز على القواعد في القرى والبوادي لاستمالة الأصوات، فيما يحتشم المرشحين على الادعاء لأنفسهم وسط المدينة بشكل علني.
وعلى مستوى الانتخابات الجزئية لآسفي، فإن النزال يحتدم على المقعد النيابي بعدما تم إسقاط البرلماني التهامي المسقي عن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، حيث يطمح هذا الأخير إلى استرجاع مقعده.
ويظهر الصراع على هذا المقعد بالتحركات التي يقوم بها حزب الأصالة والمعاصرة عبر مرشحه رشيد بوكطاية، وكذا رشيد صابر باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، من أجل كسب المقعد المذكور.
ويشكل العالم القروي بالمغرب عموما، وآسفي خاصة، هدفا رئيسيا يجذب إليه أطماعَ جميع السياسيين والأحزاب، من أجل كسب أصوات الناخبين من أهالي وسكان البوادي والأرياف.
ويلجأ المرشحون والأحزاب السياسية إلى فئة الأعيان للهيمنة على الخارطة السياسية للعالم القروي، وخلق التوازنات المختلفة في المشهد الانتخابي وفق مصالحها الإستراتيجية الاقتصادية والسياسية، فيما تعيش العديد من القرى والبوادي عزلة وهشاشة اجتماعية تؤشران على مستويات كبيرة من التخلف والتدهور المعيشي.
وتنصب اهتمامات السياسيين والمنتخَبين من مختلف الأحزاب السياسية، بدون استثناء، على شؤون ومشاكل العالم القروي، دائما قبيل فترة إجراء الانتخابات، لما تشكله القرى والبوادي من رافد سياسي، وبشري حاسم في الاستحقاقات والمواعيد الانتخابية بالمغرب، غير أن أوضاع هذه القرى تبقى إلى ما عليه، وتحكم بعضهم توجهات ومصالح ذاتية لأعيان للتصويت على مرشح معين في الانتخابات.
وبفضل قاعدته الشبابية الهائلة التي توفر نسبة مؤثرة من الأصوات الانتخابية، تعتبر الكثير من الأحزاب القرى والأرياف كنزا لا ينضب، يمتلك مفاتيح ترجيح كفة لفائدة حزب على حساب حزب آخر، أو مرشح على حساب مرشح ثان، من خلال إقناع سكان هذه البوادي بالبرنامج السياسي لتلك الهيئات حينا، أو عبر تأثير الوجهاء والأعيان وحضورهم الوازن داخل التركيبة السوسيو اقتصادية للعالم القروي أحيانا كثيرة.
ويعتبر الدكتور عمار حمداش، الباحث المتخصص المختص في الشأن القروي، أنه بالرغم من عدد من المكتسبات والإنجازات التي شهدها العالم القروي في السنوات الأخيرة، فإن هناك حاجة ماسة للتنمية داخل الوسط القروي، خاصة أنه يزخر بمؤهلات بشرية هائلة.
ويرى حمداش أنه رغم تحس إطار العيش نسبيا في العالم القروي، فإن أوضاع هذه المناطق لم ترْقَ إلى المستوى المنشود، مشددا على أنه من أجل إنماء العالم القروي لا يكفي علاج المشاكل التقنية لحل الأعطاب الموجودة، لكن يجب أيضا تأهيل العنصر البشري من الداخل.