دراسة: الجرائد شكلت حائط صد أمام الشائعات خلال أزمة كورونا وخطابها تماهى مع الخطاب الرسمي لتحقيق التوعية
كشفت دراسة أنجزتها مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية حول الصحافة الورقية بالمغرب خلال أزمة كوفيد-19 أن الصحف الحزبية وغير الحزبية شكلت حائط صد أمام الشائعات.
وسجلت الدراسة تراجع الخطاب النقدي في الصحف، مقابل إفساح المجال لخطاب المسؤولية والتحسيس والتوعية، حيث بات الخطاب الإعلامي متماثلا إلى حد التماهي مع الخطاب الرسمي.
ورصدت الدراسة هيمنت أخبار الوباء على الصفحات الأولى للصحف المدروسة خلال فترة الحجر، حيث احتلت أكثر من 80 في المئة من الصفحات الأولى للصحف، مقابل تراجع المواد الإعلامية الهادفة إلى تحقيق المتعة والإثارة والمساحات المخصصة للإشهار والرياضة والفن نظرا للتوقف الذي طال هذه الأنشطة.
ولفتت الدراسة إلى غياب خطة تواصلية خاصة بالأزمة من طرف إدارة الصحف، قابله الصحافيون بالتدقيق في مصادر المعلومة وتعزيز الرقابة الذاتية والالتزام بأخلاقيات المهنة واتباع ما تقوله الجهات الرسمية، ليلعبوا بذلك دور الوساطة والاقتراح والضغط المحدود على المؤسسات والنقد البناء والمدروس لعملها واشتغالها، مع فارق في حدة النقد بين الصحف الحزبية وغير الحزبية، بتفوق الأخيرة.
وأشارت الدراسة إلى أن أكثر المجالات حضورا بالصحف المغربية خلال الأزمة هو المجال الصحي الذي احتل أكثر من ثلث الحيز المكاني، متبوعا بالمجال السياسي ثم الاجتماعي مع غياب المجال الديني.
ورغم كون الصحف شكلت حائط صد ضد الشائعات، إلا أن الدراسة كشفت عن هيمنة الارتباك وخطاب الذعر إلى حد التخويف في نصف الشهر الأول من انتشار الوباء، وجاء خطاب الذعر والتخويف بنسبة ناهزت 80 في المئة من المواد المنشورة.
وكشفت أزمة كورونا عن انفتاح ملموس للمؤسسات الرسمية بالمغرب على الصحافة مقارنة بالفترة السالقة، بتمكين الصحافيين من المعلومة وتسهيل مهامهم.
وإذا كان للوباء تأثيره على مختلف القطاعات، فإن قطاع الصحافة لم يسلم بدوره من التهديدات، فقد كشفت الدراسة الهشاشة التي يعاني منها الجسم الصحفي سواء على مستوى الوضع السوسيومهني للصحفيين من جهة، ومن جهة أخرى، ضعف أدوات العمل ونقص الاستعداد والتكوين، وهشاشة وضعية الصحف الورقية حيث عاش الصحفيون تحت وقع تهديدات وخوف على وضعيتهم المهنية.
وخلصت الدراسة التي اعتمدت على عينة تكونت من جرائد بيان اليوم والعلم والاتحاد الاشتراكي والمساء وأخبار اليوم والأحداث المغربية أن الصحف الورقية، وبالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها على مستوى المقروئية، والمنافسة من طرف وسائل إعلام بديلة، لا تزال فاعلا رئيسيا في الحقل الإعلامي المغربي، يساعدها على ذلك اعتمادها على مخزونها المهني والتقاليد الإعلامية المهنية في التعاطي مع الخبر واستقاء المعلومة.