الملك محمد السادس يٌسلِّم الغابون هبة من الأسمدة لفائدة فلاحيين غابونيين لمواجهة الأزمة الغذائية في بلادهم

أجرى الملك محمد السادس، يوم الأربعاء، بالقصر الرئاسي في ليبروفيل، مباحثات مع علي بونغو أونديمبا رئيس جمهورية الغابون.
وحسب وكالة الأبناء الرسمية المغربية، فقد شكلت هذه المباحثات، التي توسعت لتشمل بعد ذلك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية الغابوني، يولاند نيوندا، والأمين العام لرئاسة جمهورية الغابون، جان إيف تيال، مناسبة للتأكيد على أهمية العلاقات العميقة والغنية والمتينة المتجذرة بين المغرب والغابون، وكذا أواصر الأخوة والتضامن القوية القائمة بين شعبي البلدين.
وخلال هذه المباحثات، استعرض الملك، والرئيس الغابوني، وضع الشراكة الثنائية في جميع المجالات.
إثر ذلك، أشرف الملك محمد السادس، بحضور رئيس الجمهورية الغابونية، على تسليم هبة تتكون من 2000 طن من الأسمدة.
وحسب قصاصة الوكالة الرسمية “تندرج هذه المبادرة التضامنية في إطار العناية التي تخص بها المملكة المغربية الفلاحين الغابونيين، ولاسيما في ظل السياق الحالي، الذي يتميز بالأزمة الغذائية العالمية وصعوبات التزود بالأسمدة”.
وطبقا لنفس المصدر وتنفيذا للتعليمات الملكية “سيتم في أعقاب هذه العملية، اتخاذ إجراءات هيكلية تمكن من تسهيل ولوج الفلاحين في هذا البلد الشقيق إلى أسمدة ذات جودة وأسعار مقبولة يتم ملائمتها خصيصا لتناسب حاجيات التربة والزراعات بالمنطقة”.
معلومات عن الغابون
يذكر أن عدد سكان الغابون، التي يقع في جنوب غرب افريقيا، يبلغ 2.3 مليون نسمة وتبلغ مساحة البلاد 267667 كيلومترًا مربعًا ، وهي قليلة الكثافة السكانية، و 85% من أراضيها تحتلها الغابات، مما يعني أن أغلب السكان حضريون بشكل أساسي، حيث يعيش أربعة من كل خمسة من السكان في مدينتي ليبرفيل وبورت جنتيل معًا، أي ما يقرب من ثلثي السكان.
وتتمتع الغابون بموارد طبيعية كبيرة، لا سيما النفط، بحيث تعتبر رابع أكبر منتج للنفط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهو ما خولها عضوية منظمة “أوبك”، كما تمتلك العديد من الأصول الأخرى ، بفضل زراعتها التي يمكن أن تعتمد على مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، وبفضل سواحلها الغنية بالأسماك بجميع أنواعها. وبسبب موقعها الساحلي على ساحل المحيط الأطلسي، فهي مفتوحة بشكل خاص على التجارة والتبادلات الدولية.
ولكن على الرغم من هذه الإمكانات الاقتصادية الحقيقية والكثافة السكانية القليلة، إلا أن 33% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر بسبب سوء الإدارة والفساد، حيث يسيطر الحزب الديمقراطي الغابوني، الذي يعتبر في ملكية عائلة بونغو، على الحياة السياسية في البلاد منذ 60 عامًا.
والرئيس الحالي للبلاد، علي بانغو خلف والده عمر بانغو في الرئاسة عام 2009، وأعيد انتخابه عام 2016 في انتخابات أثارت نتائجها جدلًا كبيرًا في سياق الامتناع الشديد عن التصويت. وشهدت الانتخابات التشريعية والبلدية التي أجريت عام 2018 تأكيد فوز حزب الرئيس الذي احتفظ بأغلبية الثلثين في مجلس الأمة، مع ما صاحب تلك الانتخابات من شبهات التزوير. وفي عام 2023 ستشهد البلاد انتخابات رئاسية يتوقع أن يعاد فيها انتخاب علي بانغو رئيسا للبلاد، ليستمر احتكار عائلة بانغو للسلطة والثروة في البلاد.