الكونغرس الأمريكي اليهودي يتخوف من سقوط اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل
عببر جاك روزن، رئيس الكونغرس اليهودي الأمريكي، عن مخاوفه من سقوط اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل. وقال إن منطقة الشرق الأوسط استفادت من “السلام النسبي والازدهار المتنامي” الذي بشرت به اتفاقيات أبراهام الموقعة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، على رأسها المغرب والإمارات والبحرين، مسجلا أن “هذه الاتفاقيات قد تكون حجر الدومينو الذي سيتم إسقاطه في حال حدوث مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحماس، أو في حالة تزايد الضغط الشعبي المحلي على الدول الإقليمية المعنية”.
وأضاف روزن، في مقال له على مجلة “تايم” الأمريكية الأسبوعية، أن “الرئيس الأمريكي جو بادين عليه المساعدة في إبقاء هذه الاتفاقيات على مسارها الصحيح”، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه “من المأساة أن الدولة اليهودية مازالت تواجه تهديدا وجوديا حقيقيا في عصر اتفاقيات أبراهام”، ومعبرا عن أمله في “استمرار روح الصداقة والسلام التي جسدتها هذه الاتفاقيات، ذلك أن إسرائيل ستفوز بهذه الحرب بلا شك، لكن الفوز بالسلام لا يقل أهمية بالنسبة لمستقبل الدولة الإسرائيلية والمنطقة”، وفق تعبيره.
وتابع كاتب المقال: “باعتباري يهوديا أمريكيا فأنا أفكر حقيقة في مستقبل هذه الاتفاقيات التي تنطوي على سلسلة من الإنجازات الدبلوماسية، التي انضمت معها دول ذات أغلبية مسلمة إلى كل من مصر والأردن في الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية معها”، مشيرا إلى أن “الأمر استغرق عقودا من الزمن لتحقيق هذا المستوى من الاعتراف الخارجي والأمن الذي جلبته هذه الاتفاقيات، التي تحولت معها إسرائيل من دولة يتيمة في بحر من العداء إلى جزء من مجتمع إقليمي مستقر جزئيا”.
ولفت رئيس الكونغرس اليهودي الأمريكي إلى أن “اتفاقيات السلام يمكن أن تكون ورقة مساومة مفيدة أو ورقة لتوفير نفوذ سياسي محلي لدول المنطقة، خاصة المغرب والبحرين اللذين يواجهان أكبر احتجاجات في شوارعهما ضد التطبيع مع الدولة العبرية وحربها ضد حماس”، موردا أن “تنامي الضغوط بين شعوب الدول العربية لإدانة ومعاقبة إسرائيل قد تكون معه اتفاقيات أبراهام في مرمى بعض الزعماء العرب لاسترضاء المتظاهرين وتهدئة الغضب”، وبالتالي فإن “خضوعهم لهذه المطالب سيقوض عقودا من الدبلوماسية الحذرة التي أدت إلى خلق دائرة غير مسبوقة من السلام لإسرائيل”.
وانطلق اليهودي الأمريكي في تعداد ما وصفها بـ”نعم اتفاقيات السلام”، مشيرا إلى أن الأخيرة “أثبتت أنها كانت بمثابة نعمة للدول العربية المشاركة فيها، حيث ارتفع إجمالي التجارة بين إسرائيل والدول المعنية من 593 مليون دولار سنة 2019 إل حوالي 3,5 مليارات دولار العام الماضي”، إضافة إلى تنامي حركية الأشخاص ما بين الدولة العبرية وهذه الدول.
وخلص روزن إلى أنه “في وقت تجد الدولة اليهودية نفسها في معركة وجودية يومية، مازال من الممكن أن تخرج عن السيطرة، يمكن أن يبدو المستقبل مفهوما مجردا وترفا فكريا لا يستطيع القادة الإسرائيليون تحمل مناقشه؛ لكن من الضروري أن تنظر إسرائيل وحلفاؤها إلى الأفق، فإذا عملتنا الأحداث الأخيرة أي شيء فهو أن مستقبل إسرائيل ليس نتيجة ضائعة وأن هذه الدولة ليست مؤكدة”.