العثماني: “العدالة والتنمية” جنب المغرب مصير دول عربية أخرى والتطبيع لم يكن قرار الحزب

دافع رئيس الحكومة السابق، والأمين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية”، سعد الدين العثماني، عن حزبه في قيادة الحكومة،قائلا إنها كانت ناجحة “وفق الممكن“.
وقال سعد الدين العثماني، الذي حل ضيفا على برنامج “موازين” بقناة الجزيرة، إن العدالة والتنمية “ساهم في الحفاظ على استقرار ووحدة الوطن ومؤسساته الدستورية، كما قام بخطوات إصلاحية مقدما إسهامات مقدرة, لتحقيقه هدفين أساسيين “ترشيد الممارسة السياسية، وإعطاء النموذج على قيادة سياسية نظيفة قادرة على أن تتفاعل مع واقعها من منطلق المرجعية الإسلامية”, بالإضافة إلى نجاحه في تجويد ” تجويد التدبير العمومي وتطوير العمل التشريعي والتدبيري“.
وأكد رئيس الحكومة السابق، أن حزب العدالة والتنمية”مارس خلال العشر سنوات الماضية، السلطة في حدود الممكن وفي إطار ظروف وتوجهات الدولة”، مجددا رافضه لما يردده المنتقدون بخصوص تخلّى العدالة والتنمية عن كثير من مبادئه وشعاراته خلال فترة توليه رئاسة الحكومة.
وشدد العثماني، على أن حزب العدالة والتنمية،”لا يتحمل المسؤولية في عدد من القرارات والقضايا، ومن ضمنها التطبيع وفرنسة التعليم والزج بعدد من النشطاء في السجون”، مشيرا إلى أنه ليس هناك قانون لتعليم الفرنسية، بالإضافة إلى أن الحزب لم يتولّ وزارة التعليم في أي مرحلة, ولم يكن بإمكانه التدخل في عمل القضاء لمعارضة الأحكام الصادرة في مجال الحقوق والحريات.
وعن تطبيق العلاقات مع إسرائيل، أبرز العثماني، “أن قضية التطبيع مع إسرائيل، كانت قرار دولة نتيجة سياقات خاصة بالمغرب، وأن العدالة والتنمية مارس السلطة في حدود الممكن، معتبرا أن القرار كان “لحظة مؤلمة وصعبة”.
كما استبعد المتحدث، “أن تكون قضية التطبيع مع اسرائيل قد أثرت على حزب العدالة والتنمية في انتخابات الثامن من شتنبر 2021، قائلا:”قد تكون مؤثرة لدى البعض، ولكن هل البدائل التي صعدت في تلك الانتخابات كانت ضد التطبيع؟”.
ولفت الأمين العام السابق لحزب “المصباح”، الانتباه إلى أن “موقف حزبه وحركة التوحيد والإصلاح (الذراع الدعوي لحزبه) لم يتغير، وظهر ذلك من خلال البيانات والمواقف التي صدرت مرارا وأكدت دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته واستنكار الانتهاكات الإسرائيلية للفلسطينيين والمسجد الأقصى“.
وتعليقا عن “انتكاسة استحقاقات 8 شتنبر 2021″، أكد العثماني، أن النتائج لم تكن متوقعة، وغير مفهومة وغير منطقية، معتبرا أن نسبة النمو والمؤشرات الاجتماعية والماكرو اقتصادية تثبت نجاح الحكومة التي ترأسها في إيجاد تطور نسبي وإيجابي.
وفي حديثه عن الحركة الإسلامية بالمغرب، قال العثماني، إن “الحركة الإسلامية في المغرب مرت بمراحل وقامت بمراجعات متتالية، فانتقلت من أهداف هلامية مركزة أكثر على إقامة الدولة إلى هدف إقامة الدين على مختلف المستويات، الفردية والمجتمعية”، مشيرا إلى أنها قامت في الأول ب”بإصلاح جوهري وعميق يتمثل في إعطاء البعد الوطني أهمية كبيرة، أي الأولوية لوطن مستقر وموحد وعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف بما فيهم النظام السياسي“.
ونفى سعد الدين العثماني، وجود أي علاقة بين الحركة الإسلامية في المغرب وحركة الإخوان المسلمين، قائلا إنه “علاقة تربط حركة التوحيد والإصلاح والإخوان، رغم أنهم حاولوا مرارا القيام بهذا الربط”، موضحا “أن الحركة الإسلامية في المغرب تؤمن بالإسهام والمشاركة في الاصطلاح، وأنها تجربة وفق الواقع المغربي، يمكن أن يستفاد منها كتجربة من التجارب التي تتضمن سلبيات وإيجابيات“.
وشدد العثماني، على أن حزب العدالة والتنمية نجح في تجنيب المغرب مصير دول عربية أخرى، بدفاعه عن الإصلاح في ظل الحفاظ على استقرار الوطن ووحدته، وقام ببعض الخطوات الإصلاحية في حدود الممكن.