الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي تراسل المندوبية السامية للمياه والغابات بشأن إعدام الـOCP لألاف أشجار الأركان المحمية

الجهة 24 – آسفي
وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي مراسلة إلى المندوبية السامية للمياه والغابات، تطالب فيها بتوضيح لما نُشر حول إعدام شجر الأركان بإقليم آسفي، بعدما جرى عدم وطمر مئات الأشجار الأركان بمطقة أولاد سلمان من خلال شركات تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط وأن ذلك جرى تزامنا مع 10 ماي وهو اليوم العالمي لشجر الأركان الذي أقرته الأمم المتحدة.
وأشارت الجمعية في رسالتها توصل موقع “الجهة 24” بنسخة منها إلى تقارير دولية صادرة عن منظمة اليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تحذر من مخاطر تدهور هذا المورد النباتي الثمين، وتلفت إلى أهمية شجر الأركان كعنصر حيوي للتوازن البيئي ومصدر رزق للعديد من الأسر القروية.
وطالبت الجمعية بتدخل عاجل لحماية هذا الإرث الطبيعي وضمان استمراريته وكذا طالبت بتنوير الرأي العام والساكنة المحلية حول هذه الاجراءات، مع ضرورة إشراك الساكنة المحلية في أي إجراءات تهدف إلى حماية هذا المورد البيئي الهام.

وبحسب المعطيات المتوفرة، استندت عمليات نزع الملكية في مناطق بأولاد سلمان إلى مراسيم المنفعة العامة المنشورة في الجريدة الرسمية، حيث أعلن في الأعداد 6602 و6627 الصادرين في سبتمبر 2017، والعدد 6661 الصادر في أبريل 2018، عن مصادرة أراضٍ فلاحية بمنطقة أولاد سلمان لصالح المكتب الشريف للفوسفاط. وكشفت القوائم الرسمية أن كل قطعة أرضية تحتوي على ما لا يقل عن 50 شجرة أركان، مما يعني أن عمليات النزع أتلفت عشرات الآلاف من الأشجار على مدى العقد الماضي.
وتتعارض هذه الإجراءات مع التصنيفات الدولية التي تحظى بها شجرة الأركان، حيث أعلنت منظمة اليونسكو عام 1998 منطقة إنتاج الأركان محمية طبيعية، كما أدرجت الممارسات التقليدية المرتبطة بها كتراث ثقافي غير مادي للإنسانية عام 2014. بالإضافة إلى ذلك، صنفت منظمة الفاو النظام الزراعي القائم على الأركان كنظام تراثي ذي أهمية عالمية عام 2018.
وفقًا لمصادر محلية، فإن وتيرة تدمير أشجار الأركان شهدت تصاعدًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث لم تقتصر العمليات على الأراضي المصادرة رسميًا، بل امتدت إلى مناطق أخرى عبر طمر الأشجار بالحجارة والتراب لمنع نموها مجددًا. ويُذكر أن شجرة الأركان (Argania spinosa) تشكل نظامًا بيئيًا فريدًا يُعرف محليًا باسم “أرقانيري”، ويتميز بقدرته على مقاومة التصحر والتكيف مع الظروف المناخية القاسية.