جهة24-آسفي

توالت ضربات تقودها القيادة الإقليمية للدرك الملكي بآسفي بمختلف تلاوينها لاستهداف معاقل تهريب الحشيش بآسفي في الآونة الأخيرة، إذ شملت عملية احباط محاولة للهجرة السرية يوم الخميس 11 غشت حجز 300 كيلوغرام من مخدر الشيرا موضوعة في خمس رزم وتوقيف 33 شخصا على متن القارب بينهم سيدة.

وكشفت المعطيات الأخيرة أنَّ الموضوع الذي بات ينمو باضطراد يتعلق بـ”مافيا” للتهريب الدولي والاتجار في المخدرات، حيث أصبحَ ساحل آسفي ساحة حرب بدأت تطفو معها رزم الحشيش.

وخلال الأسبوع الجاري، طفت بمنطقة “البدوزة” رزم كبيرة من مخدر الحشيش تضم 33 كيلوغرام من الحشيش، ووفقًا للمعطيات المؤكدة التي حصلت عليها “جهة24” فإنه جرى فتح بحث قضائي قادته عناصر الدرك الملكي نتج توقيف 5 أشخاص للاشتباه فيهم بالتورط في العملية المذكورة.

وقال مصدر رفيع المستوى لـ”جهة24″ إن التقارير الاستخباراتية وعمليات التحقيق والتدقيق التي تجري وراء شبكات تهريب المخدرات، بينت في الآونة الأخيرة، أن منطقة “الفابريكات” حيث توجد مستودعات تخزين السردين ومصانع تعليب السردين، أصبحت مصدر لعمليات تهريب المخدرات.

وكشف المصدر ذاته أن عملية توقيف 33 مهاجر سري على متن قارب محمل بالحشيش، تشير إلى أن مصدر تهريب كمية تقدر بـ300 كيلوغرام من الحشيش مصدرها منطقة “الفابريكات” بآسفي.

خريطة التهريب

خلال كل العقود التي أصبح فيها المغرب أحد أشهر منتجي الحشيش، ابتدع بارونات المخدرات طرقا جديدة لتهريب المخدرات، فبعد أن تمكنت السلطات الأمنية المغربية من أن تحدد بدقة السواحل التي تنطلق منها الزوارق الناقلة للحشيش، وتمكنت فوق ذلك من معرفة خريطة الموانئ الصغيرة التي أنشأها البارونات في التسعينيات من القرن الماضي، إلى درجة أنهم وجدوا في الكثير من الأحيان فيلات محادية للسواحل تخفي نشطات كبيرة لتهريب المخدرات إلى اسبانيا. وحينما أيقن هؤلاء أن السلطات أمست تتعامل بصرامة مع قضية الاتجار الدولي في المخدرات، بسبب ضغوط مارسها الإتحاد الأوربي من جهة وبعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة من جهة أخرى، بالإضافة الى ان المغرب سعى طوال أكثر من عقدين إلى أن يمحو الصورة السلبية التي تكونت لدى الجميع ـ حينما ـ حاول تجار الحشيش الكبار الإنتقال الى مرحلة متطورة تتمثل في الإستعانة بالطائرات الخفيفة الشبيهة بالطائرات السياحية لنقل الحشيش، وقد وجدت السلطات المغربية صعوبة بالغة في تعقب مسارها أو حتى معرفة إحداثياتها الحقيقية.

وكشف تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، لسنة 2019، حول “الاستراتيجية الدولية لمراقبة المخدرات”، الصادر نهاية مارس 2019، أن “تجار المخدرات المغاربة، يستعملون بشكل متزايد القوارب “السريعة” المعروفة بـ”الفانتوم”، والطائرات غير التجارية لإيصال شحنات الحشيش الى أوروبا.

ووفقا للتقرير نفسه، الذي أعده “المكتب الدولي للمخدرات وانفاذ القانون”، وشمل 70 بلدا، فان تجار المخدرات المغاربة، يستعملون بشكل أقل، حاويات تجارية، خلال عمليات تهريب المخدرات، بسبب نشر ماسحات الأشعة السينية في ميناء طنجة الدولي، نقطة المرور الرئيسية لتهريب المخدرات في المغرب”.

وأشار التقرير إلى أن “المغرب، الذي يعد أحد أكبر الدول المنتجة للحشيش والقنب الهندي في العالم، يصدر بضاعته بشكل أساسي إلى السوق الأوروبية”، مبرزا أن “مهربي المخدرات يلجؤون الى توسيع طرقهم الداخلية عن طريق إرسال الحشيش إلى الجنوب، ثم إلى الساحل المغربي لشحنه غير التجاري إلى أوروبا أو إلى الأسواق الأفريقية”.

ويتم تهريب الحشيش المغربي، يردف التقرير ذاته، في اتجاه موريتانيا، ثم ينتقل شرقًا عبر مالي والنيجر إلى ليبيا، ومن هناك يتم إرساله عن طريق البحر وتوزيعه.