الجهة 24- آسفيعلمت صحيفة” الجهة 24″ من مصادر تربوية موثوقة أن مدير إحدى الثانويات التأهيلية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بآسفي تعرض لما وصف بـ”استفسار كيدي” صادر عن مصلحة الموارد البشرية بالمديرية، وذلك في ظروف اعتبرها متتبعون للشأن التعليمي “سابقة خطيرة” تنم عن سوء تدبير إداري وتصفية حسابات نقابية ضيقة وشد الخناق على المنتمين لصفوفها.وتفيد المعطيات التي توصلت بها الجريدة أن مدير المؤسسة المعني كان قد تعرض لوعكة صحية ألزمته الفراش لأكثر من أسبوع داخل المستشفى، حيث خضع لسلسلة من الفحوصات والتحاليل الطبية الدقيقة، انتهت بمنحه رخصة مرضية مدتها شهر قابل للتمديد، وفقا لتوصيات الطاقم الطبي المشرف على حالته.غير أن المفاجأة -بحسب نفس المصادر- كانت في توصل المدير باستفسار رسمي من المديرية الإقليمية يحمل توقيع مصلحة الموارد البشرية، ويتهمه بعدم الحضور لإجراء الفحص الطبي المضاد بتاريخ 14 أكتوبر 2025، رغم أنه لم يتوصل بأي إشعار رسمي أو اتصال إداري يخبره بموعد مثوله أمام اللجنة الطبية المختصة، سواء عبر التراسل الإداري أو الوسائل الفورية كالهاتف أو تطبيق “واتساب” التي اعتادت المصلحة التواصل من خلالها معه بشأن قضايا تدبيرية أخرى تخص المؤسسة.ونص الاستفسار -وفق نسخة اطلعت عليها الجريدة- على لهجة وصفت بأنها “استعلائية وتهديدية”، جاء فيها: > “… تبعا للمرجع أعلاه، والذي تبين من خلاله عدم حضورك لإجراء الفحص الطبي المضاد بتاريخ 2025/10/14 على إثر إدلائك بشهادة طبية مدتها 30 يوما… وعليه يشرفني أن أطلب منك موافاتي في أجل لا يتعدى ثلاثة أيام من تسلمك لهذا الاستفسار بالأسباب التي حالت دون مثولك أمام اللجنة الطبية… وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة عدم توصلك بجواب في الموضوع في الآجال المحددة، فسنكون مضطرين إلى اقتطاع مدة الشهادة الطبية من راتبك الشهري.”مصادر مقربة من مدير المؤسسة التربوية أوضحت أن الإشكال لا يكمن في الاستفسار في حد ذاته، بل في محاولة المصلحة المعنية التملص من مسؤوليتها التقصيرية في عدم إشعار المدير بموعد الفحص المضاد، وهو ما اعتبره المتتبعون محاولة لتغطية إخفاق إداري واضح عبر تصديره في شكل مراسلة زجرية.وفي سياق متصل، عبر عدد من الفاعلين التربويين بالإقليم عن استغرابهم من تنامي منطق الانتقائية في التعاطي مع الملفات داخل مصلحة الموارد البشرية، مشيرين إلى أن أغلب العاملين بها ينتمون إلى فصيل نقابي محدد، وأنهم يديرون بعض الملفات الحساسة بمنطق الولاء النقابي والتموقع الانتخابي بدل الحياد الإداري المطلوب، مؤكدين أن استهداف مدير المؤسسة المنتمي إلى الجامعة الوطنية للتعليم -التوجه الديمقراطي (FNE)- يندرج في سياق ما وصفوه بـ”حملة انتخابوية سابقة لأوانها” تستعمل فيها الإدارة كأداة للترهيب والضغط.وبحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن الجامعة الوطنية للتعليم -التوجه الديمقراطي (FNE) بأسفي تتابع الموضوع عن كثب، وتعتبر أن ما تعرض له أحد مناضليها “استهداف رخيص وتطاول على القانون والمذكرات التنظيمية، وعلى القيم المهنية القائمة على الاحترام المتبادل بين المديرية وأطرها”، مؤكدة أنها لن تصمت عن هذا الاعتداء المعنوي والإداري، وسترد عليه بالطريقة والوقت المناسبين.وتعد هذه الواقعة مؤشرا جديدا على احتقان العلاقة بين بعض المصالح الإدارية والنقابات التعليمية بأسفي، وسط دعوات متزايدة من الشغيلة التعليمية إلى تكريس مبادئ الشفافية، والقطع مع الزبونية النقابية والإدارية في تدبير الشأن التربوي بالإقليم. تصفّح المقالاتاليونسكو تُدرج مدينة آسفي ضمن شبكة المدن الإبداعية في مجال الصناعات التقليدية والفنون الشعبية الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تحذر من “عودة القمع” وتلتحق بنداء تشكيل لجنة لدعم عائلات الضحايا