بنكيران من مراكش: موقف الدولة المغربية مخجل إزاء ما يحدث في غزة
قال عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمس الأحد، خلال كلمة له بالمجلس الجهوي لحزبه بمراكش، إن هناك أمورا مخجلة في موقف الدولة المغربية إزاء ما يحدث في غزة، فالمغرب ليس هذا هو سلوكه مع فلسطين عادة، ومع غزة بالخصوص، فالمفروض أن يكون أفضل.
وانتقد بنكيران الإعلام الوطني الذي لا يكاد يعطي لموضوع غزة وما يقع فيها الوقت والأهمية الكافية، “وكأن ما يقع يقع لشعب لا تربطنا به رابطة، في حين أن هذا الشعب منا وإلينا، وهم إخواننا”، وأكد أن عدم مناصرة الإعلام للفلسطينيين خزي وعار.
وأضاف بنكيران أن ما جعل الفلسطينيين يعانون كل هذا، هو الإسلام، ودفاعهم عن المقدسات، مشيرا إلى أنه “لو كانت الظروف عادية لكان علينا، ليس إرسال الأموال للفلسطينيين، بل الذهاب والقتال إلى جانبهم، نساء ورجالا، وعلى أقل تقدير أن نأكل مما يأكلون ونشرب مما يشربون ونسكن معهم ونموت معهم”.
واعتبر الأمين العام للبيجيدي أنه “ماشي معقول وماشي مقبول وعار على المغرب ألا يعطيهم –على الأقل- الأهمية التي تعطيهم مختلف الدول العربية والإسلامية، بل ينبغي أن نكون الأوائل.. والملك يقول إن القضية الفلسطينية كالقضية الوطنية”.
وتوقف المتحدث على أن المغرب لم يسبق له أن وقف أبدا ضد حماس، وحتى بعد التطبيع وتوقيع سعد الدين العثماني، استقبل هذا الأخير وفدا من حماس برئاسة هنية، إضافة إلى استقبال خالد مشعل، الذي وفر له الملك السيارات والحماية.
وأبرز بنكيران أن الفلسطينيين ليسوا هم حماس، وأن من يقتلون اليوم ويجوعون هم أطفال ونساء وحيوانات، مؤكدا أن على الدولة أن تساندهم وأن تقوم على الأقل بالحد الأدنى من العمل الإنساني الذي دائما ما تقوم به مع مختلف الشعوب، فبالأحرى الإخوان الفلسطينيين.
ومن جهة أخرى، توقف بنكيران على واجب الأفراد في دعم القضية، حيث إن المواطنين المغاربة ملزمون -على الأقل- بالمشاركة في المسيرات والاحتجاجات التي يتم تنظيمها بشكل شبه يومي دعما للفلسطينيين، مع تقديم المساعدات المالية.
وحذر من تكرار الكلام الذي يقوله خصوم حماس، وأنه ما كان عليها أن تقوم بعملية طوفان الأقصى، لافتا إلى السياق الذي جاءت فيه العملية من اقتحام اليهود في إسرائيل بالمئات والآلاف للمسجد الأقصى بشكل شبه يومي، وأنه “كان غايمشي”، إضافة إلى قتل اليهود للمسلمين بالمسدس مباشرة، ووزيرهم في الأمن يهنئهم، ناهيك عن مختلف أشكال الاستفزاز، وهو ما جعل حماس وكل الفلسطينيين وكل المسلمين، بمن فيهم المغاربة، يوشكون على الانفجار.
وتوقف الأمين العام على أصل المشكل، وهو إعطاء بريطانيا لليهود والعصابات الإرهابية فلسطين، حيث أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق، وهذه العصابات الإرهابية بدأت بالإرهاب عبر إخراج الناس منذ سنة 1948 من بيوتهم ومدنهم وقراهم، وتشتيتهم في الدول المجاورة.
وأشاد بنكيران ببطولات المقاومة في غزة، التي ومنذ حوالي 140 يوما وهي تدافع بما استطاعت، وتصنع في كل يوم معجزة، منددا بالمقابل بالجرائم الصهيونية وتقتيل الآلاف من المدنيين، إضافة إلى المعطوبين، كما أنه في كل يوم يفقد 10 أطفال في غزة عضوا من أعضائهم.
وشدد بنكيران على ضرورة المشاركة في المظاهرات الداعمة للفلسطينيين، مؤكدا أن زوجته وأبناءه يشاركون فيها باستمرار، رغم أن من ينظمون الكثير من المسيرات يتكلمون في الحزب بسوء، إضافة إلى وجوب تقديم الدعم المادي؛ فمن أراد أن يوصل المساعدات المالية للفلسطينيين سيبحث عن طريقة وسيفعل.