فاطمة “سيدة مغربية” جدة يامال نجم إسبانيا.. المرأة التي تقف وراء نجاح الطفل الذي تُوج بطلا لأوروبا

 فاطمة “سيدة مغربية” جدة يامال نجم إسبانيا.. المرأة التي تقف وراء نجاح الطفل الذي تُوج بطلا لأوروبا

بلغ لامين يامال من العمر 17 عامًا، قبل تتويجه بطلا لأوروبا أمس الأحد 14 يوليوز الجاري. واستطاع الفتى المنحدر من أصول مغربية، أن يجذب أنظار عشاق الرياضة حول العالم، ما جعل قصته كأصغر بطل لأوروبا مثيرة للاهتمام، فهو ابن مهاجر مغربي، ووالدته مهاجرة من غينيا الاستوائية، جمعتهما دروب الهجرة ليلدا أبرز موهبة كروية في العصر الحالي.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن السبب الرئيسي وراء تألق نجم المنتخب الإسباني وفريق برشلونة، لامينيامال، هو جدته مغربية الأصل “فاطمة”. فقد شددت الصحيفة على أن جدته من أبيه، فاطمة، لعبت دورًا جوهريًا في رعايته واحتضانه خلال طفولته، مما ساعده على الوصول إلى ما حققه حاليًا في مسيرته الاحترافية.

وأضافت الصحيفة أن فاطمة هاجرت من المغرب إلى العاصمة الإسبانية مدريد للتكفل برعاية رجل ضمن مهنة الرعاية المنزلية، ثم استقرت لاحقًا في مقاطعة كتالونيا بعد وفاته.

وما زالت فاطمة قريبة من حفيدها لامين قدر الإمكان. فهي التي تركت وطنها خلفها، وغادرت لتصل إلى إسبانيا وتجد حياة أفضل، وهو ما لم يستطع بلدها الأصلي تقديمه. هذا العمل الشجاع والتضحية كانا البذرة لما يُرى اليوم من تألق لامين في المنتخب الإسباني.

ووفقا لذات التقرير استمرت الجدة في مهامها حتى بعد انتقالها إلى كتالونيا. وعندما انفصل والدا يامال، منير نصراوي وشيلة إبانة، كانت الجدة فاطمة حاضرة ورعته، مما ساعده على الوصول إلى ما حققه حاليًا في مسيرته الاحترافية. فقد لعبت فاطمة دورًا جوهريًا في رعاية وتربية موهبة “لاروخا”، والذي كان لها دور مهم في بقاء والديه محيطين به رغم انفصالهما.

صحيفة إل موندو الاسبانية بدورها أكدت أن يامالا قضى معظم طفولته مع جدته لأبيه، فاطمة، و”هي امرأة جاءت إلى إسبانيا من مدينة شمالي المغرب، لتوفر لأسرتها حياة أفضل”.

في أكتوبر الماضي وخلال مراسيم تجديد عقده مع فريق برشلونة، حرص نجم المنتخب الإسباني لامين يامال على اصطحاب أفراد عائلته معه، وعلى رأسهم جدته فاطمة، وقد ظهر يامال في الصور وهو يحرص على أن تكون جدته بجانبه أثناء التقاطه لصورة مع خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة الإسباني، بعد تجديد العقد.

أصول متشعبة وبداية صعبة

في الواقع، لدى يامال قصة مثيرة للاهتمام وراء اسمه، فاسمه الكامل هو لمين يامال نصراوي إيبانا، وإيبانا هو لقب والدته ونصراوي لقب والده. أعطاه والداه اسمي «لمين» و «يامال» تكريما لشخصين ساعداهما بعد وقت قصير من ولادته.

يشعر لامين بقربه الشديد من والدته، وفي تصريحات لصحيفة “El Partidazo de Cope”، أقر الفتى بأنه لا يستطيع العيش بدونها، وأنها هي التي “يكرس لها كل أهدافه وأن أول شيء سيفعله إذا فاز بكأس اليورو هو الذهاب لرؤيتها”.

كانت شيلا تعمل في مطعمٍ للوجبات السريعة، قبل أن يوقع فريق برشلونة مع طفلها الصغير عندما كان عمره 7 سنوات فقط.

بعد انفصال والديه، انتقل لامين وأمه إلى غرانوييرز. هناك بدأ مشواره في كرة القدم، واللعب في فريق محلي هو لا توريتا. لفتت موهبته انتباه نادي برشلونة، الذي ضمه إلى أكاديميته “لا ماسيا” وهو في سن السابعة فقط بعد أن سجل ثلاثية في اختبارات الانضمام.

الانطلاقة مع الفريق الأول والمنتخب

بعمر 15 عامًا فقط، ظهر لامين مع الفريق الأول لبرشلونة في أبريل 2023، ليصبح أصغر لاعب يرتدي قميص النادي الكاتالوني. وبعد ذلك بفترة قصيرة، في شتنبر، ظهر مع المنتخب الإسباني الأول، مسجلاً هدفًا تاريخيًا وهو في سن 16 عامًا.

ويمثل لامين يامال المستقبل الواعد لكرة القدم الإسبانية. على الرغم من عدم توفره على أصول إسبانية، اختار اللاعب الشاب الدفاع عن ألوان “لا روخا”، حيث بات نجمًا صاعدًا. وتعكس احتفالاته بالأهداف برسم الأرقام الثلاثة الأخيرة من الرمز البريدي (304) جذوره المتواضعة في روكافوندا.

الصورة من حساب منسوب ليامال على منصة X (تويتر سابقا)

لامين.. شخصية قوية وقرارات حاسمة

على الرغم من صغر سنه، فإن لامين يامال يتخذ قراراته بنفسه منذ سن 13 عامًا. فهو يقرر كل الأمور المالية والتسويقية بنفسه، بعد استشارة مدير أعماله خورخي مينديز.

وكما يؤكد مصدر من مستودع الملابس نقله ألباييس: “اندمج بسهولة وبطريقة لا تصدق”، كما أنه كان قد أثبت ذكاءه وتفوقه على زملائه في المدرسة أيضًا.

بعد مشاركته بقوة في الفوز بكأس أوروبا حطم اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا العديد من الأرقام القياسية في البطولة، وفاز بأول لقب دولي كبير له مع إسبانيا، مبررًا لقب “وريث ميسي” بتسجيله هدفًا رائعًا في نصف النهائي ضد فرنسا، إذ تمت مكافأته على مسيرته الرائعة في يورو 2024، وحصل اللاعب الشاب من برشلونة على جائزة أفضل لاعب شاب عن أدائه الرائع، وذلك بعد أن سجل هدفا مثيرا ضد فرنسا في نصف النهائي، وقام بأربع تمريرات حاسمة خلال البطولة، بما في ذلك ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، بعد تمريرته الحاسمة التي سجل منها نيكو ويليامز في النهائي.

لامين وميسي.. قصة صورة

صورة لامين يامال مع ليونيل ميسي لم تكن سوى صدفة كبيرة حدثت منذ 17 عاماً عندما اقترح والدا أمين يامال وهو طفل عمره خمسة أشهر فقط أن يشارك في التقويم/الأجندة التي كانت تُعدّ لصالح اليونيسيف.

وهي صدفة كبيرة أيضًا، كما يشرح ذلك موقع اليونيسيف بالإسبانية لأن هذا التقويم، الذي ظهر فيه أمين يمال وهو صغير، شارك فيه أيضًا لاعبون وأعضاء آخرون من النادي، مثل زافي وبييول وإنييستا وروناليدينيو. وقد شاء القدر أن تكون هذه الصورة التي التقطت في شهر يناير 2008، بطلها الشاب ليونيل ميسي الذي بكل خجل ساعد في استحمام الطفل إلى جانب والدته.

ويتذكر المصور جوان مونفورت بشغف أن لاعب برشلونة البالغ من العمر 16 عامًا آنذاك، قد كسب إعجاب ميسي بابتسامته الكبيرة وصداقته. ومن كان يقول له آنذاك أنه سيكون أمام نجمَي كرة قدم بارزَيْن!

“أثناء التقاط الصورة مع ميسي، من الواضح أنني لم أكن على علم”، قال لامين يامال للصحافي الإسباني جيرارد روميرو، «لقد احتفظ بها والدي ولم نسلط عليها الضوء أبدًا بسبب مسألة المقارنات، وهي ليست جيدة أبدًا»، لكن ذلك لم يمنعه من مشاركتها على حسابه على انستغرام مع تعليق “لمسة سحرية”.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا